إن الحركة عند الحصان هي المقياس الأهم للحكم عليه. ونستطيع امتحان حركته إذا تركناه يسير على هواه، او إذا قدناه باليد. ولكن الامتحان يكون أفضل وأدق إذا كان الحصان مسرجاً.
وللحصان ثلاثة أنواع من السير، وهي : الخطوة ، والخبب، والعدو . وهذه الأنواع يختلف بعضها عن البعض الآخر باختلاف طريقة تحرك القوائم، وباختلاف السرعة التي يبلغها الحصان في سيره.
إن حركة القوائم تمر بمراحل متعددة: أولها الارتداد، أو الانطلاق، ثم الحركة فوق الأرض، فدوس الأرض، ثم الارتكاز، وأخيراً الانتقال. جميع هذه المراحل يجب أن تتكرر في مسافة زمنية منتظمة. فإن طالت أو قصرت مرحلة على حساب مرحلة أخرى، نستطيع أن نجزم بأن الحصان يعاني عدم انتظام في مشيته. وإذا لاحظنا أن احدى القوائم تطأ الأرض بشكل ضعيف، او أن الارتكاز عليها يكون خفيفاً ، فهذه العلامة أن الجواد يعاني ألماً فيها ، وقد تسبب له العرج في وقت لاحق.
إن الانتظام أو عدم انتظام المشية عند الجواد يظهر بوضوح من خلال النظر إليه من الجهة الجانبية، ومن خلال سمع وقع الحوافر على الأرض. وأيا كانت الزاوية التي ننظر من خلالها إلى الحصان، فمن المفترض أن تتحرك القوائم في خط مستقيم ، دون أن تخرج إلى الخارج بشكل مقوس، أو تدخل إلى الداخل.
إن القوائم التي لا تعاني عيوباً في شكلها ووقفتها تكون حركتها منتظمة، وتظهر عيوب الحركة عند القوائم المقوسة أوالمحدبة.
ومما يجدر الإشارة إليه في حركة القوائم عند الخيول هو كيفية ومدى رفعها عن الأرض. وعلى هذا الأساس تميز تلك التي تستعمل لجر العربات عن غيرها. فهذه الخيول ترفع قوائمها عالياً ، وخاصة إذا كانت العربة التي تجرها ثقيلة الوزن.
من الناحية النظرية البحتة، إن الخيول التي ترفع قوائمها عالياً في مشيتها ليست سريعة كالتي تبقى قوائمها منخفضة، وبالتالي فهي تتعب بسرعة بالمقارنة مع غيرها. هذا بالطبع من الناحية النظرية كما سبق وأشرنا، لأن هناك عوامل أخرى تؤثر بدورها على السرعة والقدرة على التحمل.
الخطوة:
هي المشية العادية الأقل سرعة، والأخف عناء للحصان. في كل مرحلة من مراحل التحرك يكون الجسم محمولاً على قائمتين على الأقل، وهنا يمكن الفرق الأساسي بين هذه المشية والمشيات الأخرى، التي تمر القوائم فيها بمرحلة لا تلامس فيها الأرض بتاتاً.
إن سرعة الحصان أثناء مشيته العادية تتراوح من 6 إلى 8 كلم في الساعة. وأثناء الخطوة يكون تتابع القوائم على الشكل التالي:
إذا اندفعت القائمة الأمامية اليسرى تلتها القائمة الخلفية اليمنى ومن ثم القائمة الأمامية اليمنى وأخيراً القائمة الورائية اليسرى. اما إذا اندفعت القائمة الأمامية اليمنى فتليها الورائية اليسرى، ومن ثم الأمامية اليسرى وأخيراً الخلفية اليمنى. فإذا مشى الحصان على أرض صلبة، فإننا نسمع وقع حوافره الأربعة على التوالي في فترة زمنية قصيرة.
الخبب:
هي المشية الأساسية الثانية للحصان، هذه المشية هي متوسطة السرعة فالحصان يخب عادة من تلقاء نفسه، في الطبيعة، ليقطع المسافة الطويلة. وتبلغ سرعته في الخبب حوالي 16 كلم في الساعة. أي ضعف سرعته في المشية العادية ، وهذا بالطبع يسبب له عناء أكثر.
في الخبب تتابع القوائم على الشكل التالي: إذا اندفعت القوائم الورائية اليمنى تندفع معها في نفس الوقت القائمة الأمامية اليسرى وبعدها تندفع القائمة الورائية اليسرى والقائمة الأمامية اليمنى معاً فتسمع وقع حافرين اثنين طيله خببه.
ومن عيوب هذه المشية الخبب المفكك، ويحدث هذا عندما تدوس القوائم الورائية الأرض قبل الأمامية بوقت قصير جداَ وليس من الضروري أن نسمع وقع أربعة حوافر معاً، ولكننا نسمع وقع حافرين غير واضحين تماماً.
وعندما يطلب من الحصان زيادة سرعته في الخبب بشكل لايستطيع تحمله، ولا قدره له عليه، نرى قوائمه الأمامية تدل على الخبب والورائية على العدو.
العدو:
هو حلقة متواصلة من القفزات السريعة التي تتكرر في أوقات منتظمة، وهو الأسرع والأكثر عناءً على الإطلاق. إن تتابع القوائم أثناء العدو معقد بعض الشيء بالمقارنة مع المشيات الأخرى. فالقوائم من جهة جانبية واحدة تتقدم بعض الشيء على قوائم الجهة الأخرى. وعلى هذا الأساس قد يعدو الجواد لجهة اليمين أو لجهة اليسار.
إن تتابع القوائم في العدو يكون على الشكل التالي: إذا اندفعت الورائية اليمنى تلتها الورائية اليسرى، في نفس الوقت، مع الأمامية اليمنى. وأخيراً الأمامية اليسرى. وهذا العدو يكون لجهة اليسار. بعدها يصبح كامل جسد الحصان مرتفعاً على الأرض. وإذا اندفعت الورائية اليسرى تبعتها الورائية اليمنى في نفس الوقت مع الأمامية اليسرى، وأخيراً الأمامية اليمنى ليرتفع جسد الحصان عن الأرض. وفي هذه الحالة يعدو الجواد لجهة اليمين.
إذا كان الحصان يعدو في خط مستقيم، فبإمكانه اختيار القائمة التي يريد أن يكون الارتكاز الأخير عليها. وعندما يشعر بالتعب يغير من تلقاء نفسه القدم المرهقة. وهذا التغيير يصبح ممكناً عندما يكون الحصان فوق الأرض. إذا كان العدو دائري الشكل، فعلى الجواد أن يرتكز أخيراً على القدم للجهة الداخلية للدائرة.
تزداد سرعة الحصان أثناء العدو، فهي تبلغ حوالي 30 كلم في الساعة، أي ضعف سرعته في الخبب تقريباً، ولكن دون شك، لا يستطيع الجواد أن يعدو هذه المسافة بكاملها بدون فترات استراحة.
أقصى سرعة في العدو يبلغها الحصان الانكليزي الأصيل المتحدر من سلالة صافية منتخبة هي من 60 إلى 70 كلم في الساعة تقريباً. فهي يبلغ هذه السرعة بعد مسافة كلم واحدة تقريباً من انطلاقه، ومع طول المسافة تنخفض السرعة تدريجياً.
إن أنواع سير الحصان الأساسية الثلاثة: الخطوة، والخبب، والعدو هي طبيعية بالنسبة إليه، وليس من الضروري أن نعلمه إياها. ولكن هناك انواع أخرى كالعبور والإكداف قد يمشيها الحصان نادراً في الطبيعة، ولكن إذا طلبت منه يجب أن نعلمه إياها.
العبور:
تتحرك القوائم كما في الخبب، ولكن بشكل بطيء جداً، بحيث تطول مدة الارتكاز على الأرض، كما تطول مدة وجود القوائم فوق الأرض.
الإكداف:
هو شبيه بالعبور، ولكن فيه يبقى الحصان في مكانه دون أن يتحرك إلى الأمام، فهو إذاً يضرب الأرض بقوائمه بشكل منتظم.
قد يتحرك الحصان على هذا النحو قبل السباقات مباشرة، عندما يمنعه السائس من الإنطلاق قبل الوقت المحدد.
إن العبور والإكداف هما من أصعب أنواع السير التي يمكن أن يتعلمها الحصان.
العيوب في مشية الخيول:
الهيدبة:
بعض الخيول لا تسير، بشكل طبيعي، ومن عيوب السير عندها ما يسمى بالهيدبة، وهذه تكون عندما تصبح المدة بين تحرك القوائم من الجهة الجانبية الواحدة غير موجودة. وهذا معناه أن تتحرك القوائم من الجهة الواحدة: الورائية اليمنى والأمامية اليمنى تتحركان معاً في نفس الوقت، وكذلك تليها الورائية اليسرى والأمامية اليسرى، فنسمع وقع حافرين عوضاً عن الأربعة، وقد نصادف، أحياناً، بعض الخيول التي تمشي دائماً بهذه الطريقة دون أن تستطيع أن تمشي المشية العادية.
جرجرة الخطى:
هي مشية الخيول الخمولة الضعيفة التي تعاني مشاكل في قوائمها الورائية. فهذه القوائم تلامس الارض أثناء السير في الوقت التي ترتفع فيه عن الأرض .
مشية الديك:
هي الحركة ( المشية) الأكثر عيباً عند الحصان، وتكون عندما يرفع الجواد قائمة واحدة ورائية، او القائمتين الورائيتين عالياً جداً أثناء سيره، ويدفعهما بقوة ملحوظة إلى الأرض.